رحلة مريضة لا يصدقها عقل

بداية الألم

لقد عانيت من التهاب اللفافة الأخمصية لمدة عامين. ولم يستطع أطبائي إخباري بسبب إصابتي به ولكن الوضع كان مؤلمًا للغاية؛ إذ كنت أعاني من ألم طوال الليل وغالبًا ما كنت أعجز عن المشي جيدًا عندما أستيقظ في الصباح. وكانت العلاجات التي جربتها لا طائل منها، وقد جربت البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) ولكن يبدو أنها لم تحدث فرقًا كبيرًا، على الرغم من صعوبة معرفة العلاج المجدي من غير المجدي. وبعد عامين، حصلت على بعض النعال المخصصة لأحذيتي، وأصبح فجأة بإمكاني الركض مرة أخرى، ولفترات أطول وأطول. وبعد ذلك، عندما كنت أشعر ببعض الألم بعد الجري، كنت أعالج نفسي بعلاج مركَّز من الموجات التصادمية.

عندما بلغت الخمسين من عمري، قررت المشاركة في سباقات الترياتلون. وأخذت دروسًا في السباحة لتعلم السباحة الحرة، لأنني لم أتعلمها مطلقًا، وبدأت في المشاركة في المسابقات المحلية والإقليمية، والتي كانت مجرد سباقات لمسافة قصيرة في البداية قبل أن أنتقل إلى سباحة المسافات الأوليمبية ثم نصف المسافات. ولكني لم أقطع مطلقًا مسافات مسابقة Iron Man كاملة لأنني كنت قلقة من أن تدرّبي عليها، في ظل إصابات الجري القديمة، سيكون محفوفًا بمخاطر تعرضي للإصابة مرة أخرى.

الوصول إلى الذروة

وصل الموقف إلى ذروته بعد أن شاركت في مسابقة Ironman 70.3 World Championships لعام 2017 في الولايات المتحدة. وحاولت ألا أركض كثيرًا أو لفترة طويلة قبلها وأبطأت وتيرة تدريباتي. واستخدمت أيضًا جرعات قوية من الإيبوبروفين للمساعدة على تخفيف الألم في الفترة السابقة للمسابقات، ولكن الشعور بالألم كان ما زال شديدًا جدًا. أتذكر أنني كنت أقيم في فندق خلال بطولة العالم، وأذكر أنني اضطررت إلى الخروج لشراء بعض الآيس كريم الذي ربطته على ركبتي بخيط في محاولة لتهدئتها وتخفيف الألم ... فقد كنت أشعر بألم شديد وعرفت حينها أنني يجب ألا أستمر على هذا الحال. لقد تم بالفعل تشخيص إصابتي بالفُصال العظمي في الركبة قبل حوالي ستة أشهر من بطولة العالم، ولكن حالتي في ذلك الوقت لم تكن بهذا السوء الشديد. وتلقيت بعض العلاج في صورة حقن كورتيزون في ركبتي. وذهبت للكشف عند أخصائي أمراض روماتيزم كان هو نفسه ممارسًا للعبة الترياتلون، وناقشنا احتمالية تقاعدي من الجري التنافسي، لكنني أردت الاستمرار إلى حين عدم مقدرتي على المواصلة.

عندما عدت إلى الوطن بعد بطولة العالم، وعلى الرغم من أنني كنت أعاني من ركبتي، شاركت في مسابقتين أو ثلاث مسابقات. ولكن ما كان ينبغي لي أن أفعل ذلك، ولكن ذلك بعد فوات الأوان، لأنني قضيت بذلك على ركبتي. فأصبح من المؤلم صعود الدرج ونزوله أو المشي لأي مسافة. ولم يكن الوضع جيدًا، فقد كانت ركبتي متورمة بشدة ولدي وذمة في العظام. وكنت أعلم أنني بحاجة إلى التحدث إلى أشخاص يعرفون المزيد عما كنت أعانيه.

وجدت رياضيًا دنماركيًا آخر، محترف سابق للتزلج كان يعيش في فرنسا، كان قد تلقى علاجًا يسمى lipogems. وهو علاج بالخلايا الجذعية يتضمن جمع الخلايا الدهنية من مناطق الجسم ثم حقنها في الركبة. ونظرًا إلى أنه لم يكن متاحًا هنا في الدنمارك، فقد ذهبت إلى بولندا للحصول على هذا العلاج بنفسي. وأخذوا خلايا دهنية من فخذي وحقنوها في ركبتي، لكني لم أشعر بأي فعالية لذلك على الإطلاق. اقترح أخصائي بعد ذلك أن أجرب البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) مرة أخرى لمعرفة ما إذا كان ذلك قد أدى إلى أي تحسّن، ولكني لم أهتم بالأمر لأني شعرت براحة طفيفة فقط عندما جربتها سابقًا لعلاج التهاب اللفافة الأخمصية.

لم يُجدِ أي شيء نفعًا معي، فكل العلاجات التي جربتها سابقًا لم تمنحني سوى تخفيف لآلام الأعراض لمدة قصيرة. فلقد جربت حقن الستيرويدات التي خففت بعض الألم لمدة من أسبوعين إلى شهر، وحينها وجدت نفسي أستطيع الركض بشكل طبيعي مرة أخرى، ولكن التأثير لم يدُم. وكان الأخصائي الذي أوصى بالعلاج في بولندا قد فحص بالفعل ركبتي للمرة الثانية ورفض خيار الجراحة لأن ركبتي اليسرى أصيبت الآن بأضرار بالغة. وتحدثنا أيضًا عن استبدال ركبتي بركبة اصطناعية وفكرت في الأمر لفترة من الوقت، ولكن كلينا اعتقد أن ذلك مبكر للغاية وفقًا لتوقعات مآل المرض ومحفوفًا بالمخاطر أيضًا؛ وأعلم أن بعض الأشخاص يمكنهم الركض بركبة اصطناعية ولكني شعرت أن الأمر لا يستحق المغامرة. وبصفتي ممرضة مُدرَّبة، فإنني أرى من وجهة نظري دائمًا أن احتمالية مواجهة المشكلات أكبر عندما يتعلق الأمر بالجراحة.

كل من تحدثت معهم في الدنمارك قالوا لي: "ليس بوسعنا شيء نقدمه لكِ". واستسلمت بعد ذلك على أمل العثور على علاج في المستقبل. وكنت متأكدة تمامًا من أنني بحاجة إلى شيء ما داخل الركبة للتخلص من الألم، لكنني كنت أحاول الوصول لحل ولكن دون جدوى.

لم أكن أركض في ذلك الوقت على الإطلاق، ثم اضطررت إلى التوقف عن ركوب الدراجات لمدة ثلاثة أشهر عندما أصبت بكيسة بيكر خلف الركبة، وهو ما تسبب في تورم ركبتي وتهيجها للغاية. ولذلك لم يُسمح لي بالقيام بأي تدريبات على الإطلاق، وكانت هذه انتكاسة كبيرة بالنسبة لي.

كان ذلك في الواقع محبطًا للغاية.

تمثل الرياضة جزءًا لا يتجزأ من هويتي واستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أتصالح مع حقيقة أنني لم أعد بعد الآن أستطيع فعل ما أحب. وقد أثر ذلك على علاقتي وعملي أيضًا؛ إذ كانت مسيرتي المهنية رائعة في وظيفة مليئة بالتحديات والضغط بالمجتمع، وقد تخليت عنها، وأجريت تغييرًا في الأدوار حتى أتمكن من تخصيص مزيد من الوقت للتدريب مرتين يوميًا قبل بطولة العالم، ولكني الآن لا أستطيع فعل ذلك. وبدأت أيضًا بفعالية في تجنب فعل الأشياء التي كنت أعلم أنها ستؤذي ركبتي. باختصار، تعلمت تغيير سلوكي للتكيف مع الوضع الحالي.

اكتشاف عقار Arthrosamid_^®

بعد ذلك، أخبرني أحد معارفي عن شركة Contura وأوضح أن الشركة على وشك إطلاق علاج قد يساعدني. لذلك بدأت في البحث عن شركة Contura ومتابعتها عبر الإنترنت حتى أكون من أوائل من يعلمون عن إطلاق المنتج. واكتشفت أن أحد الأطباء الذين عالجوني سابقًا قد شاركوا بالفعل في التجارب التي أجريت على عقار Arthrosamid، لذلك اتصلت به لمعرفة ما إذا كان يستحق أن أجربه أم لا. ولقد جرَّب Arthrosamid® على نفسه؛ فبعد أن ظهرت عليه الأعراض نفسها التي أشعر بها، أصبح الآن قادرًا على الركض من 5 إلى 10 كيلومترات مرة أو مرتين أسبوعيًا، ولذلك كان يعتقد أنه يستحق بالتأكيد أن أجربه. وشرح لي طريقة عمل Arthrosamid ومنحني الطمأنينة التي كنت بحاجة إليها حينما أخبرني بأنه يستحق التجربة بصفته أحد الخيارات العلاجية المتاحة. وتمكنت بعد ذلك من التواصل مع أحد مسؤولي شركة Contura، وكانت لديه حقًا كل المعلومات اللازمة. وبعد أسبوعين من حديثي معهم، في 25 مايو 2021، تلقيت حقنة العلاج.

بعد العلاج مباشرة، لم تتورم ركبتي على الإطلاق، ولكني شعرت بالتأكيد بوجود شيء "إضافي" في مفصل ركبتي، وهو ما أصابني بالتوتر نوعًا ما، لكني لم أعانِ من أية آلام. وأخبرني الطبيب الاستشاري أنه يمكنني محاولة الجري بعد الحقن بفترة من يومين إلى أسبوع، لكنني في الواقع انتظرت ما يقرب من شهر حتى أجرّب الجري لأول مرة؛ لأني شعرت بالتوتر قليلاً تجاه تجربة ذلك! لقد بدأت فعليًا بنزول الدرج ثم، في 21 يونيو، قمت بأول جولة جري قصيرة على طول الرصيف خارج المبنى الذي أعيش فيه. أعتقد أنني ركضت لمسافة 600 متر فقط في تلك المرة الأولى، وجمعت في ذلك بين المشي قليلاً والجري أكثر قليلاً، ثم المشي مرة أخرى ... شعرت بتيبس في ساقي لأنني كنت أخشى أن أثقل بجسدي على ركبتي، وكنت خائفة من أن أشعر بالألم. وقد حدث ذلك بالفعل ولكنه لم يكن شديدًا، وكان بإمكاني الركض مرة أخرى لأول مرة منذ سنوات، وإن كان ذلك ببطء ولمسافات قصيرة.

كنت ما زلت مترددة بعض الشيء بعد جولة الجري الأولى هذه، لكني شعرت أنني بدأت بداية جيدة؛ إذ كان بإمكاني الجري لبضع دقائق ولم أشعر بأي ألم بعده. وبعد يومين، حاولت مرة أخرى وشعرت بأنني على ما يرام، لذلك فعلت الشيء ذاته بعد ذلك بيومين، ومرة أخرى، شعرت أني بخير. وبدأت أشعر بالثقة بقدراتي شيئًا فشيئًا، لذلك بدأت أحاول الجري لمسافات أطول والخروج للركض في الغابة مرة أخرى. وبعد أسبوعين من أول جولة جري لي، بدأت في تسريع وتيرة الجري وزيادة مدته قليلاً. وبعد ثلاثة أشهر، لم أشعر بأي ألم على الإطلاق عندما أجري بشكل مستقيم أو على الأسفلت.

من الصعب شرح شعوري تجاه Arthrosamid® وتأثيره عليّ. فقد كان من الواضح، في أثناء خضوعي للعلاج، أنني آمل أن ينجح، ولكن توقعاتي كانت منخفضة للغاية بعد كل ما جربته من قبل، إلا أنني شعرت أن هذه هي فرصتي الأخيرة. والآن أنا سعيدة للغاية لأني، بعد توقف لمدة ثلاث سنوات ونصف، أصبح بإمكاني الركض مرة أخرى، وأنا أحب الركض، لا سيما في الغابة! وبالرغم من أن ركوب الدراجات رائع للغاية ويمكّنك من السفر لمسافات أطول والاستمتاع بمشاهدة مزيد من المناظر، فإن الأمر يختلف عن الركض في الغابة. إنه شعور خاص للغاية، ينبع من تدفق الدم في جسمك والروائح التي تشمها والأصوات المحيطة بك ... إنه أمر رائع.

تمثل القدرة على التدريب أهمية كبيرة أيضًا لصحتي النفسية؛ إذ أحب أن أشعر بأن جسدي قادر على أداء التمارين جيدًا وقد أعاد Arthrosamid® تلك القدرة لي. كان الألم الذي أعاني منه، قبل تلقي العلاج، في أثناء الجري يعني أنني لم أكن أستطيع حتى الركض للحاق بالحافلة. وفي الواقع، عندما بدأت العلاج، قلت لنفسي إنه إذا أتاح لي الركض لمسافة 5 كيلومترات فقط مرتين في الأسبوع، فسأكون سعيدة بذلك. وقد تعاملت مع الأمر ببطء خلال الأشهر الأربعة الماضية ولكني حققت هذا الهدف الآن.

نظرًا إلى خلفيتي في مجال التمريض، أرى أن عقار Arthrosamid® بديل للخضوع لجراحة الركبة، ويمكن من خلاله تأجيل خضوع المريض لهذه العملية إلى أقصى حد ممكن، وذلك إذا احتاج حتى من الأساس إلى الخضوع لتلك العملية الجراحية. وهذه تمثل إضافة كبيرة لقطاع الرعاية الصحية. والأهم أنه لن يضطر المرضى أمثالي إلى المعاناة من انخفاض جودة حياتهم أو التخلي عن كل الأشياء التي يحبون القيام بها طوال مدة الانتظار للخضوع للجراحة. لا أرى حقًا أي سبب للتردد في العلاج بعقار Arthrosamid®.

OUS/ARTHRO/DEC2021/029.V1