الألم: البلاء الخفي الذي يبث البؤس في نفوس الملايين
يساعد شهر التوعية بالألم (سبتمبر) في تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من الانزعاج والإصابات الحادة بصفة يومية، ويدعو أيضًا إلى تحقيق فهم أفضل لنُهج العلاج الجديدة
سيعاني الجميع من الألم في مرحلة ما من حياتهم. ولحسن الحظ، يعد الألم لدى غالبية الناس حادًا وعابرًا. وبمرور الوقت، يذهب الألم عادة مع العلاج والرعاية الملائمَين وسيكون حالة مؤقتة لدى المريض. ومع ذلك، من الممكن أن يصبح الألم المزمن (الموصوف بأنه ألم أو انزعاج - إما بشكل مستمر أو متقطع - يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر) لدى كثير من الناس سمة ثابتة، ويصعّب عليهم كل جانب من جوانب الحياة اليومية.
يُعاني حوالي 15.5 مليون شخص في إنجلترا (34٪ من السكان) من آلام مزمنة. ويعاني ما يقرب من 5.5 ملايين شخص (12٪ من السكان) من آلام مزمنة شديدة التأثير ويشاركون بشق الأنفس في الأنشطة اليومية، ويُقال إن حوالي 10 ملايين شخص (22٪ من السكان) يعانون من آلام مزمنة منخفضة التأثير.
إن أسباب تلك الآلام عديدة ومتنوعة، وتتراوح ما بين تأثير الإصابات وحالات المناعة الذاتية التي يصعب علاجها وتشخيصها مثل الألم العضلي الليفي. ويُقال إن الحالات العضلية الهيكلية مثل الفُصال العظمي (التي تؤثر عادة على الظهر والرقبة والركبتين) هي السبب الأكثر شيوعًا للآلام المزمنة.
ولكن في إطار شهر التوعية بالألم 2022، يستكشف استشاري جراحة العظام، السيد/ بول جايراج، هنا الألم الذي يعاني منه الرياضيون والنساء على مستوى القاعدة الشعبية ومستوى النخبة ويسلط الضوء على مدى إمكانية معالجة الإصابة المفاجئة والمعزولة بشكل فعال لمنعها من التطور إلى شكوى مزمنة:
وفي هذا الصدد، يشرح السيد/ جايراج، قائلاً:
"لنبدأ بأساس المشكلة ... تعد الركبة أحد أكثر مواضع الإصابات شيوعًا لدى الرياضيين وأهم مرحلة في علاج إصابات الركبة هي التشخيص الصحيح والسريع."
"من الممكن أن تكون زيارة طبيب متخصص في المقام الأول أمرًا في غاية الأهمية؛ إذ ستساعد المعرفة المتخصصة الدقيقة بالإصابة وآليتها وفحص الركبة وإجراء مزيد من الفحوصات التصويرية على التوصل إلى التشخيص الصحيح. ومع ذلك، ينبغي للمرء، في أعقاب التعرض لإصابة في الركبة مباشرة، أن يستريح ويضع ثلجًا على الركبة، ومن المحتمل أيضًا حمايتها بالتجبير أو ارتداء دعامة لمنح الركبة فرصة للاستقرار. وسيساعد العلاج الطبيعي الخفيف وأداء مجموعة من التمارين الحركية البسيطة الركبة على البدء في الاستقرار بسرعة كبيرة."
"إذا حدث تورم فوري في غضون ساعات قليلة من الإصابة، يجب على المرء بالتأكيد طلب الحصول على استشارة طبية. ولكن إذا لم يحدث ذلك، وتعافت الركبة بسرعة، فمن غير المرجح أن تكون هناك إصابة كبيرة."
وتابع السيد جايراج قائلاً:
"تصدرت إصابات الركبة والألم المستمر عناوين الأخبار بالتأكيد هذا الصيف، بسبب المكانة البارزة للبؤات إنجلترا اللاتي فزن بالبطولة! وقد تركزت المحادثة حول إصابات الركبة لدى اللاعبتين الرئيسيتين، كلوي كيلي وجوردان نوبس، اللتين عانتا كلتاهما من إصابات خطيرة في الرباط الصليبي الأمامي (ACL) خلال العام الماضي. فمثل هذه الإصابات قد تنهي مسيرة اللاعبين على مستوى النخبة إذا لم تُعالَج بشكل صحيح. ولحسن الحظ، يوجد في فريق السيدات الإنجليزي لكرة القدم فرق طبية رائعة تساعدهن على العودة إلى ممارسة كرة القدم على أعلى مستوى بالرغم من آلام الركبة التي كن يعانين منها سابقًا (والتأكد من قدرتهن على استعادة كأس يورو 2022 إلى الوطن!)"
"على الرغم من أن إصابة الرباط الصليبي الأمامي من الإصابات الكبيرة، فإن تمزق الغضروف الهلالي (وهو الغضروف الممتص للصدمات) يمكن أن يَتلَف أيضًا وقد تؤدي الحركة غير الطبيعية التي تحدث بعد ذلك داخل الركبة إلى زيادة التآكل والتمزق، مما يتسبب في فقدان الغضروف المفصلي، والذي يعد تغيُّر التهاب مفاصل تنكسي في الأساس."
"ومع ذلك، كما نعلم جميعًا، فإن نخبة الرياضيين ليسوا وحدهم من يتعرضون لهذه الإصابة. وقد يعاني أي شخص يمارس رياضة تنطوي على تغيير اتجاه التسارع/التباطؤ من هذه الإصابات. ومعدلات حوادث هذه الإصابات أعلى بكثير لدى الأشخاص الذين يستمتعون بلعب كرة القدم وكرة السلة وكرة الشبكة والرجبي."
"تمارس النساء حاليًا جميع هذه الرياضات بأعداد أكبر بكثير من ذي قبل. ومن المثير للاهتمام، أنه يبدو أن النساء يتعرضن لهذه الإصابات بمعدل تكرار أعلى بكثير مقارنة بالرجال".
إذن، ما الذي يمكن فعله للوقاية من مشاكل الركبة؟
اتباع أسلوب صحيح هو الحل. يمكن أن تكون عوامل الخطر المتعلقة بهذه الإصابات تشريحية وبيئية وهرمونية وميكانيكية حيوية، وبالتالي، فإن استراتيجيات الوقاية مهمة للغاية وتدور بشكل أساسي حول العوامل العصبية والعضلية، لذا يجب توخي الحذر لتجنب التباطؤ الكبير مع تغيير الاتجاه، والهبوط بساق مستقيمة لضمان أن يضغط المرء على قدميه خلال الهبوط لامتصاص الصدمة. ولا شك أن تمارين التوازن والتمارين البليومترية من الممكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل معدل الإصابة.
هل تتوفر أي علاجات جديدة؟
"بالإضافة إلى أساليب الرعاية الذاتية التي ذكرتها بالفعل (الراحة والثلج والضغط والرفع (R.I.C.E)، والعلاج الطبيعي الخفيف، والاستخدام الدوري للأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات)، يوجد أيضًا العديد من العلاجات الجديدة لإصابات الركبة، منها علاجات قصيرة المدى يمكن أن تساعد الركبة في الشفاء، والتي قد تتكون من عدة عوامل قابلة للحقن مثل الستيرويدات "لتهدئة الركبة" وتعزيز الشفاء."
"ومع ذلك، يعد عقار Arthrosamid® من المنتجات الجديدة الواعدة والمؤثرة للغاية، والذي يتوفر الآن على نطاق واسع في العيادات على مستوى المملكة المتحدة بأكملها، لا سيما للمرضى الذين يعانون من تلف كبير في ركبهم بسبب الفُصال العظمي ("التآكل والتمزق" الذي يظهر لدى الرياضيين الحريصين على ممارسة الرياضة)."
"Arthrosamid® هو جل مائي في حقنة واحدة يمكنه بشكل أساسي توسيد الركبة و"توزيع الحمل"، مما يوفر تخفيفًا طويل الأمد ومستدامًا للألم بالإضافة إلى تحسين الحركة. ولكن، من المثير للاهتمام، أن العلاج له أيضًا تأثير على بطانة المفصل التي تُنتِج علامات الالتهاب."
أخيرًا ... هل يمكن العودة إلى ممارسة الرياضة/التمارين بعد التعرض لإصابة في الركبة؟
"بعد الحصول على فترة راحة جيدة والتشخيص الصحيح وبرنامج إعادة تأهيل جيد، لا يوجد ما يمنع المرء من العودة إلى ممارسة الرياضة."
"لا تتطلب بعض الإصابات أي نوع من التدخل الجراحي، ومع ذلك، يجب معالجة تمزق الغضروف الهلالي وتمزق الرباط الصليبي الأمامي وإصابات الغضروف المفصلي جراحيًا، لا سيما إذا كان المرضى يفكرون في العودة إلى أنشطة تغيير الاتجاه لأن هذه الجراحات توفر الاستقرار اللازم لذلك. في حالة فقدان الاستقرار، ستزداد ضغوط التآكل في المفصل وسيحدث التهاب المفاصل في وقت مبكر."
"وتساعد العلاجات الجديدة غير الجراحية، مثل عقار Arthrosamid® المبتكر، حقًا في وقوف الأشخاص على أقدامهم والتحرك مرة أخرى وبهذا النهج (إلى جانب العلاج الطبيعي على يد خبراء وربما تعديل طفيف في الأسلوب)، لن يوجد على الإطلاق ما يمنع المرضى من العودة إلى المستوى ذاته، إن لم يكن إلى مستوى أعلى، من الرياضة."
OUS/ARTHRO/SEP2022/101